دفع المدير الفني للمنتخب الجزائري لكرة القدم رابح سعدان، محبي منتخب بلاده الى التشاؤم، حتى قبل ان يبدأ منتخب "الخُضر" مشواره في المنافسات الرسمية لمونديال جنوب أفريقيا "2010"، وقبل أن يخسر ممثل الكرة العربية الوحيد مباراته الاولى في المجموعة الثالثة أمام منتخب سلوفينيا "0-1".
وفي تصريحاته لوسائل الإعلام عشية إفتتاح المونديال، تحدث الشيخ رابح سعدان عن مستقبل واعد للمنتخب الجزائري، مشيرا الى أنه سيكون له حضورا مميزا في مونديال "2014" في البرازيل، في إشارة الى عدم جاهزية منتخبه للظهور في مستوى طموح أنصاره في البطولة الحالية، وهو بذلك لجأ مسبقا الى تبرير أي إخفاق لمحاربي الصحراء في نهائيات كأس العالم الحالية.
من الظلم تحميل مسؤولية الخسارة أمام سلوفينيا لأفراد من عناصر المنتخب الجزائري، رغم فداحة الخطأ الذي إرتكبه كل من "عبد القادرغزال والحارس فوزي الشاوشي" في المباراة، لكن المشكلة في حقيقتها تكمن في إسترتيجية الأداء العام للمنتخب، التي ترتكز على الشق "الدفاعي" بشكل أساسي، إستنادا الى القدرات المميزة في العموم لعناصر الخط الخلفي مجيد بوقرة ورفيق حليش وعنتر يحيى ونذير بالحاج "نجم المباراة أمام سلوفينيا"، ولكن من دون إمتلاك قدرة مؤثرة على التحول الى الهجوم لحظة إمتلاك الكرة، وحصر عملية بناء الهجمات بالثنائي الظهير الأيسر بالحاج ونجم الوسط كريم زياني، اللذان يتوليان إرسال الكرات الطويلة الى كريم مطمور ورفيق جبور في الأمام، وهو إسلوب مكشوف ومريح لدفاع الفريق المنافس.
ولعل تمركز الثلاثي حسن يبدة وفؤاد قادير ومهدي لحسن، كخط دفاع متقدم في منطقة الوسط من دون منحه واجبات هجومية مقنعة أو جرأة إسناد المهاجمين، أضعف قدرة المنتخب الجزائري على تنويع محاوره الهجومية، أو توفير زيادة عددية في منطقة الدفاع السلوفيني، ولذلك إنحصرت خطورة الهجمات الجزائرية في مباراة سلوفينيا وقبل ذلك خلال مشواره في التصفيات الأفريقية المؤهلة للمونديال في الكرات الثابتة، كما رأينا في الكرة التي نفذها نذير بلحاح في بداية المباراة مع سلوفينيا وأنقذها الحارس، وكرة الزياني الركنية التي حولها المدافع حليش برأسه بمحاذاة القائم في نفس الشوط.
قد يصلح هذا الفكر الدفاعي ويصبح ضرورة ملحة عندما تواجه منتخبات ذات قدرات فنية أعلى، كما هو الحال في المواجهتين المقبلتين للجزائر أمام منتخبي إنجلترا والولايات المتحدة، لكن ليس منطقيا أن يبقى هو الفكر السائد في جميع الأحوال، وأيا كانت قدرات الفريق المنافس، كما كان عليه حال منتخب سلوفينيا "أضعف منتخبات المجموعة الثالثة"، رغم أنه تأهل الى نهائيات جنوب أفريقيا على حساب المنتخب الروسي.
بإختصار أثبت المنتخب الجزائري أمام سلوفينيا أنه لم يكن المنتخب الأفضل لتمثيل الكرة العربية في مونديال جنوب أفريقيا، بل ان المنتخب المصري هو صاحبة الأفضلية الفنية على هذا الصعيد، وهو ما سبق أن أكد عليه "الفراعنة" في نهائيات الأمم الافريقية في أنجولا وفي مباراتهم مع الجزائر بالذات.