كرّس المنتخب الجزائري عقدة عربية عمرها 12 عاماً في بطولات كأس العالم، عندما فشل في الفوز على نظيره السلوفيني، وسقط أمامه بهدف نظيف في المباراة التي جمعت بينهما اليوم الأحد ضمن مافسات الجولة الأولى للمجموعة الثالثة من نهائيات مونديال جنوب إفريقيا، في مباراة كان هو الطرف الأفضل فيها.
سجل هدف اللقاء الوحيد روبرت كورن في الدقيقة 79 من تسديدة داخل المنطقة، أخفق الحارس الجزائري فوزي شاوشي في التصدي لها، فيما شهد اللقاء طرد مهاجم الجزائر عبد القادر غزال بعد دخوله بديلاً بسبب لمسه الكرة وحصوله على الإنذار الثاني ثم البطاقة الحمراء.
ولم يفز أي منتخب عربي في بطولة كأس العالم من أن سحق المنتخب المغربي نظيره الأسكتلندي بثلاثية نظيفة في مونديال فرنسا 1998.
وفشل "الخضر" في استغلال سيطرتهم على مجريات المباراة، وظهورهم كطرف أفضل في معظم فترات اللقاء على حساب سلوفينيا "الضعيفة"، والتي أحسنت صنعاً عندما استغلت فقط سقطات الجزائريين بعد طرد عبد القادر غزال، وخطأ الحارس شاوشي الذي تسبب في هدف اللقاء الوحيد بعدما تقمص دور الحارس الإنجليزي روبرت جرين في مباراة أمريكا بالأمس.
قدم "الخضر" شوط أول جيد وسط هدوء تام من المنتخب السلوفيني الذي لم يكن له سوى فرصة وحيدة مؤثرة على المرمى، تاركاً السيطرة على مجريات اللقاء لمنافسه وسط تألق لافت لنذير بلحاج، والمتزن حسان يبدة، والنشيط كريم مطمور.
وكان الشوط الثاني أكثر إثارة، وهو الذي شهد طرد عبد القادر غزال بعد لمسة يد تلقى على أثرها الإنذار الثاني ثم البطاقة الحمراء، ثم خطأ شاوشي الذي كلف "الخضر" خسارة غير مستحقة.
يذكر أن النجم الفرنسي والجزائري الأصل زين الدين زيدان قد أوفى بوعده وتواجد ضمن الحضور في مدرجات ملعب المباراة لمساندة "الخضر".
جزائر سيطرة بلا أهداف
بدأ المنتخب الجزائري شوط المباراة الأول متماسكاً بشكل كبير، خاصة في وسط الملعب، فيما ساعد نذير بلحاج "الخضر" في تخطي حمى البداية سريعاً بعد تسديدة قوية من ضربة حرة في الدقيقة الثانية تصدى لها الحارس السلوفيني ببراعة.
وبعد فترة هدوء استمرت لما يقرب من عشرين دقيقة، أدى خلالها "الخضر" بشكل جيد في وسط الملعب ولكن من دون فاعلية هجومية، بدأت سلوفينيا الدخول في أجواء اللقاء، وكانت الضربات الثابتة هي وسيلتها لذلك.
ففي الدقيقة 17 سدد ديبيتش من ضربة حرة مائلة إلى الجانب الأيمن مباشرة في مرمى الحارس فوزي شاوشي الذي تصدى لها ببراعة، وعاد ليفعل نفس الشيء بعدها بدقيقتين من ضربة حرة أخرى، ولكن هذه المرة من الجهة اليسرى.
وبعدها عادت السيطرة كالعادة إلى الجزائر الطرف الأفضل في المباراة، حيث أهدر رفيق حليش فرصة هدف محقق في الدقيقة 36 من ضربة ركنية تلقاها من اليسار عبر حسان يبدة، ولكنه سددها قوية برأسه بجوار القائم الأيمن بسنتيمترات.
ويعود بلحاج "النشيط" من جديد ليشن هجمة أخرى خطيرة على مرمى سلوفينيا "الهادئة"، حيث أرسل الكرة من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين على قدم مطمور الذي سدد قوية فوق العارضة.
ولم ترد سلوفينيا سوى بكرة وحيدة من تسديدة صاروخية من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 42، حيث تقمص الحارس فوزي شاوشي دور البطولة للمرة الأولى في المباراة بعد تصديه لها ببراعة فائقة، لينتهي الشوط بتعادل الفريقين سلباً.
غزال يطرد وشاوشي يتسبب في هدف
وفي الشوط الثاني، أدى الفريقان مباراة هادئة حتى الدقيقة 60 التي شهدت أول فرصة خطيرة لسلوفينيا عبر إنفراد من الجهة اليسرى تصدى له شاوشي ببراعة.
وبعد عشر دقائق أخرى من اللعب الممل، عادت الجزائر لأجواء اللقاء عبر غزال الذي تلقى كرة طولية من نصف الملعب وسددها قوية برأسه فوق عارضة الحارس السلوفيني بسنتيمترات.
وكانت هجمة غزال هي الأولى والأخيرة له، وهي أيضاً آخر الأحداث السعيدة للجزائر في المباراة، حيث تعرض غزال للطرد بعدما تلقى الإنذار الثاني والبطاقة الحمراء بسبب لمسة يد.
وفي الدقيقة 77 يهدر زياني أخطر فرص الجزائر في اللقاء وسط دهشة المتابعين، عندما فشل في استغلال خطأ الحارس السلوفيني الذي مرر له الكرة عن طريق الخطأ في منطقة الجزاء، ووضع زياني الكرة في يد الحارس من إنفراد تام بالمرمى.
وجاءت اللحظة الحاسمة، عندما تمكنت سلوفينيا من تسجيل هدفها الأول عبر روبرت كورن القائد، والذي سدد من داخل المنطقة لتخدع الكرة شاوشي وتعبر خط المرمى على طريقة الحارس الإنجليزي روبرت جرين في مباراة أمريكا بالأمس.
ولم تفلح محاولات الجزائريين للتعديل، خاصة مجيد بوقرة الذي كان يتقدم باستمرار للمشاركة في الهجوم، لينتهي اللقاء بفوز غير مستحق للمنتخب السلوفيني بهدف نظيف.